إقالة حمادي لحبوس: ليست بسبب استقباله لوفد فرنسي بل بسبب قلة كفاءته

إقالة حمادي لحبوس من منصبه كانت خطوة ضرورية بعد فترة طويلة من الأداء الضعيف والمخيب للآمال. رغم أن البعض قد يرى أن السبب وراء الإقالة كان استقباله لوفد “إيرا فرنسا”، إلا أن الحقيقة تكمن في أن هذه الحجة ما هي إلا غطاء لتغطية ضعف كفاءته في إدارة شؤون منصبه.

منذ توليه المنصب، كان حمادي لحبوس في نظر الكثيرين بعيدًا عن تحقيق النتائج المرجوة. فعلى الرغم من المناصب التي شغلها والتقديرات التي تلقاها في البداية، إلا أن واقع الأداء كان بعيدًا عن التوقعات. كانت هناك إشارات واضحة لعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، وغياب الرؤية الاستراتيجية للمستقبل، بالإضافة إلى افتقار للكفاءة في إدارة الملفات الحساسة التي تقع ضمن نطاق مسؤولياته.

الحديث عن استقباله لوفد “إيرا فرنسا” كان مجرد شماعة لتعليق الفشل على شيء ظاهر للعيان، ولكن الحقيقة أن هذا التصرف كان بمثابة قشة أخيرة في سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها خلال فترة عمله. لا يمكن أن نغفل عن حقيقة أن إقالته كانت نتيجة تراكم فشل في إدارة المنظومة تحت إشرافه، وعدم قدرة على تقديم حلول فعّالة للتحديات التي كانت تواجهه.

الإدارة الناجحة تتطلب الكفاءة، التفكير الاستراتيجي، والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب. ولكن حمادي لحبوس لم يبدِ أي من هذه الصفات خلال فترة توليه منصبه. وأصبح من الواضح أن التقدير الأولي الذي تم منحه له لم يكن يتوافق مع الواقع، وكان من الضروري إعادة تقييم أدائه بشكل موضوعي.

من جهة أخرى، إن تصرفه في استقباله لوفد “إيرا فرنسا” قد يبدو تصرفًا طبيعيًا في سياق علاقات دولية أو دبلوماسية، لكنه في الحقيقة يظل دون التأثير الكبير على القرار النهائي بإقالته. الفشل الأكبر كان في عدم قدرته على التصرف بما يتناسب مع حجم المسؤولية، وعدم اتخاذه المواقف المهنية الحازمة عندما كانت الأمور تتطلب ذلك.

إقالته في هذا السياق يجب أن تُفهم في إطار عجزه عن أداء مهامه بنجاح، وليس من خلال تصرفه مع الوفد الفرنسي فقط. فالمؤسسات الحكومية لا يمكن أن تتحمل شخصًا في منصب حساس يعجز عن تقديم الحلول المناسبة أو اتخاذ قرارات حاسمة، بغض النظر عن بعض التصرفات التي قد يُنظر إليها على أنها غامضة أو غير موفقة.

وفي النهاية، كانت الإقالة بمثابة إعلان عن ضرورة وجود الكفاءات القادرة على إدارة الشؤون العامة بكفاءة واحترافية. ولقد أثبتت فترة تولي حمادي لحبوس أن الإشادة المبدئية به لم تكن مبنية على أساس صلب من الأداء الحقيقي.

المختار اعبيد المدير الناشر لموقع الخبر اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً