مهرجان مدائن التراث.. فَرَادة في المكونات الثلاث/احمد الوالد
شكّل مهرجان مدائن التراث في نسخته الثالثة عشرة بمدينة شنقيط؛ حدثًا ثقافيًا بارزًا عكس جهودًا كبيرة بُذلت على مختلف المستويات وساهمت عوامل في نجاحه وتميزه من أبرزها:
رعاية فخامة رئيس الجمهورية:
حيث تعتبر الرعاية السامية *لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني* وحضوره الشخصي لهذا المهرجان واهتمامه بتنمية المدن القديمة وإضافة المكونة التنموية للمهرجان عاملا رئيسيا في نجاح هذه الدورة الدرة من هذه التظاهرة الثقافية العالمية الكبيرة والمتميزة شكلا ومضمونا.
الرؤية الشاملة: لقد اتسمت رؤية *معالي الوزير د.الحسين ولد مدو* بوضوح الأهداف وتحديد الأولويات ورفع الطموح ومايصاحب ذلك من ضرورة لرفع التحديات وما يتطلبه الأمر من تركيز على إبراز التراث المادي وغير المادي لشنقيط، وتعزيز مكانتها كمركز إشعاع ثقافي واستدعاء كل ذي يد طولى في عالم الثقافة والفكر والأدب والفن.
التنظيم المحكم: تميز المهرجان بتنظيم محكم، شمل جميع الجوانب اللوجستية والفنية، مما ساهم في توفير أجواء مثالية للمشاركين والزوار من داخل الوطن ومن خارجه
البرنامج المتنوع: تميز برنامج المهرجان بتنوعه، حيث تضمن فعاليات ثقافية وفنية وعلمية، مما لاقى استحسان الجمهور.
التسويق الفعال: تم تسويق المهرجان على نطاق واسع، مما ساهم في جذب عدد كبير من الزوار من داخل موريتانيا وخارجها.
القيادة الحكيمة: حيث لعب الوزير دورًا قياديًا حكيمًا في توجيه وتنسيق جهود جميع الأطراف المعنية بالمهرجان.
مستوى الدعم: مثل مستوى الدعم المالي الكبير للمهرجان وخصوصا للمكونة التنموية رافعة قوية للمهرجان، وكان له الأثر الكبير في نجاحه.
التواصل الفعال: ساهمت ملَكات معالي الوزير في مجال التواصل في إقناع جميع الشركاء، مما ساهم في خلق جو ثقافي وفكري استثنائي.
الاهتمام بالتفاصيل: أولى معالي الوزير اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل، مما انعكس إيجابًا على جودة الفعاليات.
الآثار الإيجابية للمهرجان:
تعزيز الهوية الوطنية: ساهم المهرجان في تعزيز الهوية الوطنية، وإبراز التراث الموريتاني الغني.
تطوير السياحة الثقافية: ساهم المهرجان في تطوير السياحة الثقافية في موريتانيا، مما يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي.
تعزيز التعاون الثقافي: ساهم المهرجان في تعزيز التعاون الثقافي مع المؤسسات الثقافية الدولية.
إبراز دور الشباب: أتاح المهرجان الفرصة للشباب للمشاركة في الأنشطة الثقافية، وإبراز طاقاتهم وإبداعاتهم.
المشاركة المجتمعية: شهد المهرجان مشاركة واسعة من المجتمع المحلي، مما ساهم في خلق روح التعاون والتكاتف.
الحفاظ على التراث: ساهم المهرجان في تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي، وتحفيز الجهود المبذولة في هذا المجال.
جوائز المهرجان:
جائزة رئيس الجمهورية: تهدف جائزة رئيس الجمهورية إلى تشجيع الإبداع في مختلف مجالات الفنون الجميلة، وتصاحبها جوائز المهرجان الأخرىسبيلا لإبراز التراث الثقافي وتشجيع المبدعين في هذا المجال.
الأثر: تساهم جائزة الرئيس في تعزيز مكانة موريتانيا الثقافية على المستوى الوطني والدولي، بينما تساهم جوائز المهرجان في تطوير المشهد الثقافي المحلي.
وبشكل عام تعتبر جوائز المهرجان حافزًا قويًا للإبداع والتنافس الشريف، وهي تلعب دورًا حيويًا في تطوير المشهد الثقافي ويعول عليها المهرجان بصفتها تمثل:
الحافز على الإبداع: حيث تشجع المبدعين على تقديم أفضل ما لديهم، مما يؤدي إلى رفع مستوى الأعمال المشاركة.
التنافس الشريف: تخلق الجوائز بيئة تنافسية شريفة بين المشاركين، مما يدفعهم إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم.
التقدير والتشجيع: تكريم الفائزين يعزز ثقافة التقدير والإشادة بالإبداع، مما يشجع المزيد من المبدعين على المشاركة.
الاهتمام بالثقافة والتراث:
تساهم الجوائز في تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الوعي به.
التنوع في الجوائز: تعددت الجوائز في المهرجان وتنوعت لتشمل مختلف المجالات الثقافية والتراثية.
الشفافية في عملية التقييم: كانت عملية التقييم شفافة وعادلة، ولم يتم الإعلان عن اعتراض أو احتجاج من أي متسابق كان.
لا يقتصر دور مهرجان مدائن التراث على الجانب الثقافي والفني فحسب، بل يتعداه إلى تحقيق أهداف تنموية واسعة النطاق وإن تنظيم معارض متنوعة وإدراج مكونة تنموية تهدف لتطوير البنية التحتية لمدينة شنقيط يعكس رؤية شاملة تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة.
أهمية المكونة التنموية في المهرجان:
التنمية المستدامة: تساهم المكونة التنموية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز السياحة المستدامة وتطوير البنية التحتية.
الربط بين الثقافة والتنمية: تؤكد هذه المكونة على العلاقة الوثيقة بين الثقافة والتنمية، وأن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في المستقبل.
تطوير البنية التحتية: تساهم مشاريع البنية التحتية في تحسين جودة الحياة للسكان المحليين وجذب المزيد من السياح.
خلق فرص عمل: تساهم المشاريع التنموية في خلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين، مما يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي.
تعزيز التعاون: تشجع المكونة التنموية على التعاون بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني.
تأثير المعارض المتنوعة على التنمية:
التسويق للمدينة: تساهم المعارض في تسويق المدينة وتراثها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مما يجذب المزيد من السياح والاستثمارات.
دعم الحرفيين والصناع التقليديين:
تتيح المعارض للحرفيين والصناع التقليديين عرض منتجاتهم وبيعها، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويحافظ على التراث الحرفي.
التبادل الثقافي: تساهم المعارض في تبادل الخبرات والمعارف بين مختلف الثقافات، مما يعزز التسامح والتعايش السلمي.
المكونة الفنية والعلمية؛
يشكل مهرجان مدائن التراث منصة فريدة تجمع بين التراث الثقافي والإبداع الفني والمعرفة العلمية؛ وإن مشاركة مئات الشعراء والفنانين وتنظيم أكثر من 40 جلسة علمية بحضور عشرات الأكاديميين والباحثين والمثقفين والمفكرين يعزز من أهمية هذا الحدث كمحرك للتنمية الثقافية والفكرية.
أهمية الشعر في المهرجان:
الحفاظ على التراث الشعري: يساهم الشعر في الحفاظ على التراث الأدبي الغني لمدينة شنقيط ونقله من جيل إلى جيل.
التعبير عن الهوية الثقافية: يعكس الشعر هوية المدينة وتراثها، ويعبّر عن أحاسيس ومشاعر الناس تجاه تاريخهم ومستقبلهم.
التفاعل مع الجمهور: تخلق أمسيات الشعر تفاعلاً مباشرًا بين الشعراء والجمهور، مما يساهم في نشر الثقافة والمعرفة وإيصال الرسائل المناسبة من خلال اللغة الشعرية المشرقة
الإلهام والإبداع: يشجع الشعر على الإبداع والتعبير عن الذات، ويحفز الأجيال الشابة على الاهتمام بالشعر والأدب.
أهمية الندوات العلمية في المهرجان:
نشر المعرفة: تساهم الندوات العلمية في نشر المعرفة العلمية والثقافية بين مختلف شرائح المجتمع.
الحوار الفكري: توفر الندوات منصة للحوار الفكري بين الأكاديميين والمثقفين والمفكرين، مما يساهم في تطوير الفكر والمعرفة.
تبادل الخبرات: تسمح الندوات بتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين والمهتمين بالثقافة والتراث.
تطوير البحث العلمي: تشجع الندوات على إجراء البحوث العلمية في مجالات ذات صلة بالتراث الثقافي.
تأثير الشعر والندوات العلمية على المهرجان:
تنويع الفعاليات: يساهم الشعر والندوات العلمية في تنويع فعاليات المهرجان، مما يجذب شرائح مختلفة من الجمهور.
تعزيز الجانب الثقافي: يعزز الشعر والندوات العلمية من الجانب الثقافي للمهرجان، مما يجعله حدثًا ثقافيًا متكاملًا.
رفع مستوى الوعي: يساهم الشعر والندوات العلمية في رفع مستوى الوعي الثقافي والتاريخي لدى الجمهور.
تطوير الحوار الوطني: يشجع الحوار الفكري الذي يتم في الندوات على تطوير الحوار الوطني حول القضايا الثقافية والمجتمعية.
وختاما أستعير من معالي الوزير د. الحسين مدو قوله:
“حدَثَ المزيد من التحسينات النوعية التي أمّنت أن نصلَ ببرنامج المهرجان إلى المستوى المطلوب سواء ارتبط الأمر بالمكونة التنموية فلأول مرة يتم فك العزلة بشكل نهائي عن إحدى مدننا القديمة فضلا عن تخصيص القطاعات الوزارية لأربع مليارات أوقية قديمة مساهمة من 19 قطاعا وزاريا وكان ثمة اهتمام كبير بالمكونة العلمية انعكس إيجاباً على الساكنة المحلية لمدينة شنقيط
فقد تم ترفيع المكونة العلمية في هذا المهرجان بشكل غير مسبوق ولأول مرة يم إصدار 11 مؤلفا قبل انطلاق المكونة في حد ذاتها ويتم توزيعها من طرف القامات الوطنية والإعلامية زيادة على استدعاء عشرات الباحثين الوطنيين والدوليين لإنعاش أربعين محاضرة طيلة أيام المهرجان ينضاف إلى ذلك المكونة الفنية فكان مهرجان مدائن التراث في نسخته هذه مهرجانا وورشة تنموية ولكن كذلك قمة ثقافية وإعلامية وعندما أتحدث عن قمة ثقافية وإعلامية فهي عملية استقدام هذا الكم الهائل من القامات العلمية العالمية والدولية والقارية المتخصصة في الشأن الثقافي لنجتمع معا على بقيع شنقيط الطاهر وهذا يحمل أكثر من دلالة على تزكية العمل الحكومي ومحوريته والاهتمام بالفعل الثقافي في موريتانيا ولكن كذلك يفتح آفاقا كثيرة وشراكةً بيننا والقائمين على هذه المؤسسات المتخصصة:
المديرة العامة لليونسكو
المدير العام للإيسيسكو
والمدير العام للأليكسو
و مدير المعهد العالمي العربي بباريس
هذه شخصيات في عالم الثقافة والتراث هي الأولى وعملية انتقالها ومشاركتها وفاعليتها داخل المهرجان تحول المهرجان في بعده التنموي وتضيف عليه علاوة أخرى وهي تحويلها إلى قمة ثقافية في مجال التراث تفتح آفاقا واسعة في التعاون بين بلدنا وهذه الجهات المتخصصة مع كل ما تحمله تلك أيضا من دلالات البعد السياسي والاستراتيجي في إظهار حكامة ديموقراطية ووطن آمن مستقر حتى في حدوده العليا ووسط محيط قريب ملتهب لذلك كان المهرجان تحولا نوعيا أقام على المكاسب التي تحققت في النسخ الماضية ولكن حقق إضافات نوعية بفضل إرادة صاحب الفخامة بالمزيد من تعزيز المكونة التنموية؛ وقبل انتهاء المهرجان كان قد قدم مكرمة أيضا لكل العارضين داخل الجناح لتوزيعها تشجيعا لهم على بيع منتوجاتهم لأنه زيادة على ماحدث من دعم المكونة التنموية كان هنالك تكريم للحرفيين وتكريم للمكونة العلمية وتكريم لمختلف المتسابقين وتوزيع لجوائز القرآن والسيرة والنحو واللغة ينضاف إلى ذلك حجم الحضور الدولي وحجم الحضور في المجال العلمي.. عشرات الباحثين من الجزائر ومن المغرب ومن آلمانيا ومن فرنسا ومن الولايات المتحدة الأمريكية وإصدارات متعددة ويومية تتابع يوميات هذه الأحداث زيادة على مشاركة مئات الشخصيات من فنانين وأدباء وشعراء في أجواء من الأريحية ومن التآخي الكبير الذي حصل طيلة أيام هذا المهرجان مع التأكيد على أن المكونة والبعد التنموي كان حاضرا بصفة كبيرة من خلال رصد الأربع مليارات وتنفيذها بما ينفع الناس ويمكث في الأرض مواجهة للرمال وتثبيتا للسكان ودعما للتشغيل ودعم البنى المؤسسية والصحية والتعليمية في منطقة شنقيط وهي فرصة للتوجه بالشكر لصاحب الفخامة وللحكومة على هذا الجهد الكبير إعداد وتصورا وتنفيذا ولكن كذلك لساكنة ولاية آدرار ولسكان شنقيط على المساهمة الكافية والواعية والهامة في إنجاح هذا المهرجان الذي يمثل نجاحه نجاحا لنا جميعا كموريتانيين ونجاحا للرؤيه التي تقوم عليها الحكومة من خلال تفعيل الفعل الثقافي الوطني لترقيته وصون تراثنا
أحمد الوالد