أحمد آب.. من روح التغيير إلى قيادة الإصلاح داخل وزارة المالية

 


في زمنٍ تتعطّش فيه الإدارة العمومية إلى الكفاءات الشفافة والقيادات الملهمة، يبرز اسم أحمد آب كأحد الوجوه التي صنعت الفرق، وأثبتت أن التغيير الحقيقي يبدأ من القمة، لكن جذوره تمتد إلى هموم المواطن البسيط.

منذ تعيينه مديرًا عامًا للميزانية في وزارة المالية في أغسطس 2024، لم يكن المنصب بالنسبة له مجرد ترقية وظيفية، بل فرصة لتطبيق رؤية إصلاحية متكاملة، عنوانها: النزاهة، الكفاءة، والانفتاح.

تجربة مهنية غنية… من التقنية إلى التسيير
قبل أن يصل إلى منصبه الحالي، راكم أحمد آب تجربة عريضة داخل المديرية العامة للميزانية. فقد شغل لسنوات مديرًا للمعلوماتية، حيث قاد تحديث الأنظمة التقنية وربط الأداء الإداري بالتكنولوجيا.
ثم ارتقى إلى منصب المدير العام المساعد للميزانية بين فبراير 2022 وأغسطس 2024، وهناك بدأ يلفت الأنظار بقدراته التنظيمية وروحه الإصلاحية.

هذا المسار المتدرج لم يصنع منه فقط إداريًا محنكًا، بل مهندسًا حقيقيًا لإصلاح الإدارة المالية من الداخل.

مكتب مفتوح… لا حواجز بين المسؤول والمواطن
أكثر ما يُحسب لأحمد آب هو تغييره العميق في ثقافة التسيير.
فمنذ توليه إدارة الميزانية، لم يعد المكتب مغلقًا ولا القرار محتكرًا. مكتبه بات مفتوحًا أمام الجميع: مسؤولون، موظفون، مراجِعون، بل حتى المواطنين العاديين الذين يبحثون عن إنصاف أو توضيح.

وبفضل هذه السياسة، تحسّن التعامل مع الملفات، وتراجعت البيروقراطية، وأصبح المواطن يحس بأن له مكانًا واحترامًا داخل الإدارة.

نائب عن انتيكان… والإدارة امتداد للميدان
إضافة إلى حضوره في القطاع المالي، خاض أحمد آب غمار السياسة، حيث تم انتخابه نائبًا عن مقاطعة انتيكان في انتخابات مايو.
في البرلمان، لم يكن مجرد نائب صامت، بل صوتًا جهورًا لقضايا دائرته، مدافعًا عن العدالة، والتنمية، وحق المواطن في خدمة عمومية فعالة ونزيهة.

وبذلك، جمع أحمد آب بين وظيفتين: التسيير في الإدارة، والتشريع في البرلمان، دون أن يُقصّر في أي منهما، بل عزّز كل موقع بخبرته من الآخر.

الإدارة تغيرت… والشهادة من الداخل والخارج
من يعمل داخل المديرية العامة للميزانية اليوم، يدرك حجم التحول الذي حصل.
النظافة، التنظيم، الاحترام المتبادل، الحضور الفعلي للمسؤولين، ومقاربة واضحة قائمة على الإنجاز لا على التسويف… كلها تغييرات يقف وراءها أحمد آب.

أما المواطنون والمراجِعون، فقد لمسوا تغيّرًا حقيقيًا في تعامل الإدارة معهم، من حيث الشفافية، وسرعة الاستجابة، وإنهاء منطق “التعطيل والغموض” الذي كان يُخيم على التعامل المالي والإداري.

شخصية لا جدال حولها
لا يختلف اثنان ممن عرفوا أحمد آب، إداريًا أو سياسيًا، على أنه شخصية متميزة.
بسيط في تعامله، صارم في قراراته، شفاف في منهجه، كريم في أخلاقه، ومنصف في أحكامه.
وقد أصبح اليوم، دون مبالغة، أحد أبرز وجوه مقاطعة انتيكان، بل وأحد النماذج الوطنية التي يُعوّل عليها في مسارات الإصلاح والبناء.

الخلاصة
في أحمد آب تجتمع مواصفات نادرة في المسؤول العمومي: كفاءة مهنية، أخلاق عالية، وقرب دائم من هموم الناس.
هو ليس فقط مديرًا عامًا للميزانية، بل عنوانٌ للثقة الإدارية والسياسية، ونموذج يؤكد أن في الإدارة العمومية رجالًا ما زالوا يؤمنون بأن خدمة المواطن شرف ومسؤولية لا تُباع ولا تُؤجّل.

المختار اعبيد المدير الناشر لموقع الخبر اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً