الوالي أتيام زكريا… نموذج للمسؤول القريب من المواطن
في زمن تتزايد فيه التحديات، ويشتد فيه احتياج المواطنين إلى من يقف إلى جانبهم بصدق وفعالية، برز اسم والي نواكشوط الجنوبية، السيد أتيام زكريا، كأحد أنجح النماذج في الإدارة الميدانية الحديثة التي تضع خدمة المواطن في صدارة الأولويات. فقد أثبت هذا المسؤول، وفي أكثر من موقف، أن القرب من الناس ليس مجرد شعار، بل ممارسة يومية تنبع من وعي عميق بدور الدولة وأجهزتها في تلبية حاجات المواطنين.
خلال الأيام الأخيرة، وأمام أزمة انقطاع المياه التي شهدتها بعض أحياء مقاطعة الميناء، تحرك الوالي بسرعة لافتة، مشرفًا بشكل مباشر على توزيع صهاريج المياه على الأحياء المتضررة، في خطوة نالت استحسان السكان الذين عبّروا عن ارتياحهم الكبير لهذا التدخل السريع والفاعل. لم يكن ذلك التدخل مجرد إجراء إداري روتيني، بل كان تعبيرًا صادقًا عن حسّ إنساني عالٍ، وشعور بالمسؤولية تجاه ساكنة الولاية، جسّده الوالي بحضوره الميداني وتفاعله المباشر مع المواطنين.
لقد أعاد هذا الموقف التأكيد على أن منصب الوالي، حين يتولاه من يعي حقيقته، يتحوّل إلى منصة لخدمة الناس وتيسير حياتهم، لا إلى مجرد موقع وظيفي معزول عن واقعهم. وما يميز السيد أتيام زكريا هو أنه لا يكتفي بإدارة الولاية من خلف المكاتب، بل ينزل إلى الميدان، ويتفقد الأحياء، ويتابع أحوال المواطنين، حتى في ساعات الليل، في مشهد نادر الحدوث في المشهد الإداري العام.
أما التواضع، والالتزام، والجدية، والشفافية، هي السمات التي طبعت أداء هذا المسؤول، وجعلت منه شخصية تحظى بالاحترام والتقدير من قبل المواطنين، الذين باتوا يرون فيه صوتهم داخل الإدارة، وظهيرهم في مواجهة الأزمات اليومية. ولا يمكن الحديث عن هذا الأداء إلا بتوجيه الشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على حسن اختياره لشخصية جمعت بين الكفاءة والإنسانية، وأثبتت أن خدمة الوطن تتطلب رجالًا من طينة خاصة.
إن التجربة التي يقودها والي نواكشوط الجنوبية اليوم، تستحق أن تُعمم، وأن تكون مصدر إلهام لكل من يتولى مسؤولية عمومية. فحين يضع المسؤول نفسه في صفوف المواطنين، ويشعر بأوجاعهم، ويسهر على مصالحهم، تتحقق الأهداف الحقيقية للإدارة، وتُبنى جسور الثقة بين الدولة والمجتمع.
ولعلّ الأمل اليوم أن تستمر هذه الروح، وأن تحذو باقي الولايات حذو هذه التجربة، لأن الوطن لا ينهض إلا بأمثال هؤلاء القادة الذين يعملون بصمت، ويتركون أثرًا طيبًا في حياة الناس.
بقلم / محمد ماء العينين ولد محمد عبد الوهاب ,عمدة مساعد في بلدية الميناء