حدمين نائب بلا ضجيج في وجه حملات بلا منطق
في المجتمعات التي تُقدّر الكفاءة وتحترم الأداء، يكون الأصل نسبًا يُضاف إلى الإنجاز، لا سيفًا يُشهر في وجهه. لكننا نعيش، للأسف، في زمن اختلطت فيه النوايا، وتحوّلت بعض الأقلام إلى أدوات ابتزاز، لا تُفرّق بين الاسم والفاعل، ولا ترى من الشخص إلا ما يربطه بغيره.
هذا ما يتعرض له النائب حدمين ولد الغزواني، ليس لأنه أخفق، أو قصّر، أو أساء، بل ببساطة لأنه من محيط رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
فما العيب في أن يكون ابن أخ الرئيس نائبًا؟
هل أُعفي من الانتخابات؟
هل نزل عليه المنصب من السماء؟
هل جيء به على ظهر نفوذ أو محاباة؟
الواقع أن الرجل ترشح، وخاض غمار المنافسة، وكسب ثقة الناس، لا بثقل اسم عائلته، بل بثقة ميدانية بُنيت على العمل والاقتراب من هموم دائرته. لم يأتِ في ركب الدعاية الرسمية، ولم يتكئ على منصة القصر، بل نزل إلى الأرض، واشتغل بهدوء، وتكلم قليلاً، وعمل كثيرًا.
لكن هناك من لا يُعجبه هذا النوع من الرجال. أولئك الذين يَقتاتون على التهجم، ويحترفون صناعة الضجيج، ويُلبسون حبرهم ثوب “النقد”، بينما هو في حقيقته تصفية حسابات مدفوعة الثمن، هدفها النيل من كل من ينجح بهدوء، ويعمل دون أن يتسوّل إعجابًا.
ثم لنكن صريحين:
لو كان النائب فاشلًا، لكانت حملاتهم مفهومة.
لو كان متكبرًا، غائبًا، متعالياً على أبناء دائرته، لوجدوا ما يقولون.
لكن أن يكون كل “ذنب” الرجل هو أنه ابن أخ الرئيس، فتلك حجة الضعفاء، ومهزلة لا تليق حتى بأصحابها.
الواقع أن النائب حدمين ولد الغزواني أحرجهم بكفاءته قبل أن يُزعجهم باسمه. شوش عليهم صمته المدروس، وأفقدهم توازنهم حضوره الهادئ والمستمر. لم يمنحهم مادةً لصناعة الفضيحة، فاخترعوها من اسمه.
ولذلك نقولها بوضوح:
نحن لا نحاسب الرجال على أنسابهم، بل على أدائهم.
وإذا كانت “القرابة من الرئيس” جريمة، فليقدموا لنا نائبًا أنظف منه، وأكثر التزامًا، وفعالية على الأرض.
وحتى حين يفعلون… سيبقى الرجل حيث هو: في الميدان، بين الناس، لا على هامش الشائعات.
بقلم: المختار اعبيد المدير الناشر لموقع الخبر اليوم