خطة وطنية لإنعاش السياحة الداخلية بقيادة وزيرة التجارة والسياحة زينب أحمدناه
في خطوة تعكس رؤية الدولة نحو تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة، قدّمت معالي وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب أحمدناه، بيانًا وطنيًا هامًا حول خطة الحكومة لإنعاش السياحة الداخلية، مؤكدةً عزم القطاع الوصي على إطلاق مرحلة جديدة من العمل الجاد لتطوير السياحة في ولاياتنا الداخلية. وتأتي هذه الخطوة في سياق وطني يسعى إلى تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية، من خلال تفعيل أحد أهم الموارد غير المستغلة بالقدر الكافي، وهو السياحة الداخلية.
تُولي الحكومة عناية خاصة لهذا القطاع لما يمثله من رافعة اقتصادية واجتماعية، حيث تسعى وزارة التجارة والسياحة إلى تحريك عجلة التنمية السياحية عبر سلسلة من الأنشطة والبرامج التي ستُطلق في القريب العاجل في عمق البلاد، مستهدفة المناطق الغنية بالمقومات الطبيعية والثقافية، التي لم تحظَ سابقًا بالاهتمام الكافي على مستوى الترويج والتأهيل. وترتكز خطة الوزارة على تعزيز البنية التحتية السياحية، وتحفيز الفاعلين المحليين للاستثمار في هذا المجال، بالإضافة إلى تكوين الموارد البشرية القادرة على تسيير وتشغيل المنشآت السياحية وفق المعايير العصرية.
وترى معالي الوزيرة أن تنشيط السياحة الداخلية لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل يشكّل كذلك فرصة لتعزيز الهوية الوطنية، وتعميق الوعي بالتراث المحلي والتنوع الثقافي الغني الذي تزخر به بلادنا. فالولايات الداخلية تحمل في طياتها كنوزًا سياحية من طبيعة خلابة، ومواقع تاريخية، وعادات وتقاليد تمثل مادة جذب مهمة إذا ما تم تسويقها وتقديمها بالشكل المناسب.
وتُعد هذه الخطة جزءًا من رؤية استراتيجية أشمل تهدف إلى جعل السياحة رافدًا حقيقيًا للنمو، من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ووضع آليات تمويل مرنة ومشجعة للمشاريع السياحية، إلى جانب إدماج المجتمعات المحلية في الديناميكية الجديدة، لضمان استدامة النمو وتحقيق التنمية المتوازنة. كما تعكس هذه المقاربة الجديدة التزام الدولة بتفعيل القدرات الوطنية الكامنة، وخلق فرص عمل جديدة، خاصة لفئة الشباب في المناطق الداخلية.
إن البيان الذي قدّمته معالي الوزيرة زينب أحمدناه يُشكّل دعوة مفتوحة لإعادة اكتشاف الوطن من الداخل، وتثمين مقدّراته الطبيعية والثقافية، في إطار رؤية تنموية تضع الإنسان في قلب الاهتمام، وتمنح السياحة المكانة التي تستحقها في السياسات الوطنية. ومع بداية تنفيذ هذه الخطط الواعدة، تفتح موريتانيا صفحة جديدة في مسار النهوض بقطاع السياحة، متطلعة إلى مستقبل يُعانق فيه التراث التنمية، ويُثمر فيه الجمال الاقتصادي والفرص.
المختار اعبيد المدير الناشر لموقع الخبر اليوم