أركيز تحتفي بمولد النور المحمدي في ببكر… حدث عابر للحدود والقلوب

في ليلة من ليالي النور، وأمام أجواء روحانية مهيبة، عاشت قرية ببكر، التابعة لبلدية برين بمقاطعة أركيز، حدثًا إيمانيًا فريدًا تمثل في تظاهرة دينية خالدة نظمت احتفاءً بذكرى مولد سيد الورى، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم.

لقد اكتسى المكان حلة من الجلال والوقار، بحضور رسمي وشعبي كبير، تقدمه المكلف بمهمة لدى وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي السيد عبد سالم ولد بوب ولد الطيب، والمدير المساعد للتوجيه الإسلامي السيد أحمدو ولد أحمد سالم، إلى جانب حاكم مقاطعة أركيز السيد محمد الأمين ولد عبد القادر، وقائد فصيل الحرس الوطني في أركيز المساعد أول عبد اللطيف ولد أمين باب، وقائد فرقة الدرك الوطني في أركيز المساعد أول يعقوب ولد المصطفى، في مشهد يعكس أهمية الحدث ورسوخ مكانته في الوجدان العام.

ولم تكن المناسبة عادية، بل كانت لحظة تجلٍّ صوفي وروحي نادر، عبّر فيها المحبون والمريدون عن تعلقهم الوثيق بسيدنا محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، مجددين العهد على سلوك درب المحبة، والوصل، والاتباع.

وقد تميزت هذه التظاهرة بحضور وازن من شخصيات المريدية الصوفية، من مختلف الأقطار الإسلامية، جاءوا يلبون نداء الذكر والصفاء، ويحجون إلى منبع من منابع النور الرباني في ربوع الضفة، حيث التقاليد الروحية ما تزال تحافظ على صفائها وعنفوانها.

وترأس هذه الذكرى العطرة، رئيس الطريقة التجانية الصوفية في قرية ببكر، الشيخ الجليل الشيخ ولد خيري، الذي ألقى كلمة قوية عمّقت مضامين الحدث وربطت بين رمزية الذكرى وأهمية العودة إلى المقاصد النبوية الخالدة، في زمن تكاثرت فيه الأزمات الروحية وتفشى الجفاف القيمي في أركان الأمة.

لقد كانت ببكر الليلة الماضية أكثر من قرية… كانت منارة، ومحرابًا، ومقامًا من مقامات الصفاء، في زمان باتت فيه مثل هذه التظاهرات معاقل مقاومة روحية ضد طغيان المادة وغبار السياسة.

وفي هذا السياق، كان حضور قائد فرقة الدرك الوطني في أركيز، المساعد أول يعقوب ولد المصطفى، لافتًا في تفاعله مع هذا الحدث الديني الهام. وجوده في التظاهرة يعكس روح الانضباط والالتزام بالمهمة الوطنية، حيث أظهر المساعد أول يعقوب ولد المصطفى أبعادًا إنسانية تضاف إلى مهامه الأمنية، من خلال مشاركته الفاعلة في الأحداث التي تجمع بين الديني والاجتماعي، مما يعزز التواصل بين السلطات والمجتمع المحلي في أرقى صور التضامن والتعاون.

كل التحية والتقدير للقائمين على هذه التظاهرة المباركة، ولكل من شدّ الرحال لأجل الذكرى، ولأجل استحضار سيرة المصطفى، سيرة الأخلاق والتسامح والنور.

هكذا تكون المناسبات الدينية حين يُراد بها وجه الله، وتُصاغ بروح المحبة والتجرد والولاء للمقام النبوي.

تحياتي وتقديري،
يحي عبدالمؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً