الإعلام الرسمي وأزمة العجز المزمن!

لدينا :
1إعلام الرئاسة
2إعلام الوزارة الأولى
3 الإعلام الحكومي القطاعي (حوالي 35 قطاع) بكل قطاع طواقم استشارية إعلامية.
وللإعلام العسكري والامني دور استراتيجي لا أراه كما يجب أن يكون للأسف.
وللأعلام الاستثماري خصوصية احترافية لا أثر لها في بلدنا
وغير ذلك من الحقول الحيوية للدول.

4 إعلام الحزب الحاكم

5الإعلام البرلماني

6 الإعلام العمومي
*التلفزيون
*الإذاعة
*وكالة الأنباء

كتلة الأجور والمخصصات الميزانوية لكل هذا الكشكول الرسمي كتلة ضخمة

لكن كل هذا عاجز عن صناعة صورة إيجابية عن الوطن
عاجز عن تقديم نموذج مثالي يؤثر في الواقع الإعلامي ويطوره !
عاجز عن صناعة نسق إعلامي عصري

الإعلام الرئاسي الذي بفترض أنه هو القائد الذي عليه واجب صناعة الجودة ؛ ظل محاصرا في ( غادر وعاد ) .
وعلى مستوى البرامج الوطنية ومسار تنفيذها تغيب المواكبة والإبداع.

الأحداث الكبرى التي يشارك فيها رئيس الجمهورية قاريا وعالميا لا تواكبها تغطية متخصصة ولا مقالات رأي ولا إنارات تخلق اهتماما لدى المواطن
التعيين في الإعلام الرئاسي مسيس لذلك هو بلا أثر يذكر فأغلب طواقمه بلاخبرة في الإعلام القيادي.
وانعكس ذلك على بقية عناوين الإعلام الرسمي فهي تعاني من نفس الداء الدوي
وغياب الإعلام المؤسسي هو جوهر الفشل الإعلامي
فالمتفرض أن يقدم الإعلام الرئاسي أداء رئيس الجمهورية كبرنامج وطني شامل لا في قالب تلميع لشخص الرئيس

إعلام الوزرارة الأولى
نفس أسباب الفشل
تعيين سياسي بلا معايير وتركيز على تلميع شخص الوزير الأول (أعلام حملات دعائية شخصية) والمفترض أن يكون إعلام مؤسسة حكومية قائدة ؛ يقدم جميع القطاعات ويبرز فيه حضور لجميع الوزراء والطواقم القيادية من حولهم
لكنه أصبح دكانا شخصيا للوزير الأول ؛ غادر عاد زار ترأس لجانا
وكل الصور المصاحبة للنصوص في الإعلامين الرئاسي والحكومي رديئة الإخراج والإنتاج.

ويدور الإعلام الحكومي القطاعي في نفس نمط الانغلاق على تلميع شخص الوزير أو المندوب أو المدير العام الذي يقود القطاع بنفس الأساليب التقليدية تحريرا وصورة

أما عن أداء التلفزيون والإذاعة فحدث ولاحرج عن مدى القصور ؛ لذلك انعدمت الثقة في الإعلام العمومي وتدنت نسبة متابعيه مرئيا ومسموعا ومكتوبا
فالتلفزة والإذاعة هما مجرد عناوين رسمية لميزانيات ضخمة تصرف دون نتيجة ملموسة ؛ وحمولة معقدة من العقدويين والمتعاونين بلاحقوق.

أما الوكالة الموريتانية للأنباء فهي تمكث منذ أمد في طور المومياء ؛ تحريرا وصورة تقليدية لا تجذب انتباه أحد
وميدان تنافس على ميزانيتها.
قطاع الإعلام العام غرق في الصراع السياسي على ميزانيته لاغير
وأصبح مجرد وظائف للترضية يعين فيها من لا خبرة له ولارؤية ولاقدرة على إصلاحها.

والأمثلة كثيرة على تردي أداء الإعلام الرسمي ؛ فهناك سلسلة مؤتمرات وقمم عالمية ؛ لم ينجح في تغطيتها إلا الإعلام القطاعي المعني بجانب منها.

كقمم آمريكا الشمالية عن الطاقة وغيرها وقمة لبرازيل وقمة تنزانيا وقمة باكو وغير ذلك
ومما لفت انتباهي وإعجابي أداء القسم الإعلامي بوزارة النفط والطاقة ؛ فقد كنت أعتمد على دفق المعلومات المواكب لأغلب تلك القمم والمؤتمرات المهمة جدا لبلادنا من طاقم تلك الوزارة.

وكنت أراجع صفحات الرئاسة والوزارة الأولى مرات لعلي أجد بها تحديثا يواكب تلك النشاطات الدولية فلا أجده ؛ وغالبا تنشر تلك الصفحات موادها متأخرة أياما عن تاريخ الأحداث فتفقد جاذبيتها.
وحتى بعد تلك الأحداث فإن القراءة الإعلامية الذكية لها تغيب على الإعلام العام.
وعلى المستوى الوطني يظل الإعلام الحكومي والحزبي إعلام رد فعل لا إعلام فعل وصناعة للرأي العام .
وكل ذلك القصور هو ما أدى لطغيان الإعلام الشعبي وازدهار سوق المدونين وخدماتهم الخاصة ومعلوماتهم غير الدققية التي تصنع الخوف والقلق واليأس لدى الرأي العام.
وتقدم خدمات تلميع لشخصيات تدرك أغلبية الشعب الموريتاني فسادها وعجزها عن صناعة الحاضر والمستقبل

فلماذا تستمر الحكومة في صرف عشرات المليارات على إعلام ميت سريريا؟

*نحبة موريتانيا*
بقلم الرئيس عبد الله ولد بونا
18فبراير 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً