صرخة في وجه الإهمال: متى يتحقق العدل في البنية التحتية
في جلسة نقاش القوانين المتعلقة بقطاع التجهيز والنقل، برزت مداخلة قيمة للنائب الموقر آب ولد عابد رب، حيث وضع يده على جرح غائر في جسد البنية التحتية لبلادنا، مطالبًا بتسريع إنجاز الطريق التي تربط بين أركيز والبزول، هذا الشريان الحيوي الذي يفترض أن يكون جسرًا للتنمية لا عنوانًا للعزلة والتهميش.
إن القرى الواقعة في أوكيرة الشرقية لأركيز تعاني منذ سنوات من انعدام طرق معبدة تضمن لها الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم، فتجد الساكنة نفسها محاصرة بين قسوة الطبيعة وغياب البنية التحتية، وكأنها تعاقب على ذنب لم ترتكبه. متى يدرك أصحاب القرار أن هذه المناطق جزء لا يتجزأ من الوطن؟ متى يكفّون عن تقديم الوعود الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟
وفي ذات السياق، تطرق النائب إلى قضية المنعرج المميت على طريق المذرذرة، هذا المصيدة القاتلة التي حصدت أرواح الأبرياء دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنًا. إلى متى يستمر هذا الاستهتار بأرواح المواطنين؟ كم من أسرة يجب أن تفقد عزيزًا قبل أن يتحرك الضمير الرسمي لإصلاح منعرج تحول إلى مقبرة مفتوحة؟
نثمن عالياً هذه المداخلة الجريئة ونضم صوتنا إلى صوت النائب في المطالبة بتدخل عاجل، فهذه ليست مجرد مشاريع تنموية مؤجلة، بل هي مسألة حياة أو موت. الوطن ليس مجرد عواصم ومدن كبرى، بل هو كل شبر تحت سمائه، وكل مواطن يسير على أرضه.
فلتتحمل الجهات المسؤولة مسؤولياتها، ولتدرك أن التاريخ لا يرحم المتخاذلين، وأن صبر المواطنين ليس بلا حدود!
تحياتي وتقديري،
يحي عبدالمؤمن