الوزيرة الناهة منت هارون الشيخ سيديا: فشل في قيادة وزارة الطفولة والأسرة

تعد وزارة الطفولة والأسرة من الوزارات ذات الدور الحيوي في أي دولة، إذ تتعلق بمستقبل الأجيال القادمة وصحة الأسر التي تُعد عماد المجتمع. غير أن الوزيرة الناهة منت هارون الشيخ سيديا، التي تولت هذا المنصب، لم تتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة في هذا القطاع، مما جعل فترة توليها الوزارة محط نقد واسع. وعلى الرغم من الدعم الذي لاقته في بدايات عهدها الوزاري، إلا أن الواقع أظهر أن الأداء الحكومي كان دون المستوى المطلوب.

1. غياب الرؤية الاستراتيجية والبرامج الفعّالة

من أبرز الانتقادات التي وُجهت للوزيرة كان غياب الرؤية الواضحة والاستراتيجيات الفعّالة للتعامل مع قضايا الطفولة والأسرة. كان من المتوقع أن تُقدم الوزارة حلولاً جذرية لمشاكل مثل العنف ضد الأطفال، والتسرب المدرسي، وظروف الأسر ذات الدخل المحدود. إلا أن الوزيرة لم تتمكن من تقديم حلول ملموسة لهذه القضايا، بل تخلّف أداء الوزارة عن تلبية احتياجات المجتمع الفعلية.

2. ضعف التنسيق مع المنظمات المدنية والهيئات المعنية

تواجه وزارة الطفولة والأسرة تحديات كبيرة تتطلب تعاونًا مشتركًا مع الهيئات المدنية والمنظمات غير الحكومية، وكذلك مع القطاعات الأخرى الحكومية. ومع ذلك، أظهرت الوزيرة عدم اهتمام حقيقي بتفعيل هذا التنسيق، ما جعل الوزارة تعمل في عزلة عن محيطها الاجتماعي، ويؤثر سلبًا على فاعليتها في معالجة المشاكل المعقدة.

3. أزمة الثقة والتفاعل البارد مع قضايا المجتمع

في الوقت الذي كانت فيه الوزيرة مطالبة باتخاذ خطوات عملية للتفاعل مع مشاكل المجتمع المتعلقة بالطفولة والأسرة، تراجع أداء الوزارة بشكل كبير. تقارير عدة أكدت أن الوزارة لم تقدم حلولًا ناجعة لحل مشاكل مثل ضعف التعليم للأطفال الضعفاء أو غياب الرعاية الكافية للأطفال المعرضين للخطر. تخلل هذا العجز خيبة أمل واسعة في أوساط الرأي العام، وهو ما أضاف إلى أزمة الثقة التي تعاني منها الحكومة.

4. التحول المفاجئ في مواقفها بعد فقدان المنصب

الأمر الذي أثار الاستغراب هو التغيير الجذري في مواقف الوزيرة بعد مغادرتها المنصب. إذ انتقلت من التأييد المطلق للنظام إلى الانتقاد الحاد له. هذا التحول يُظهر حالة من الارتباك وعدم النضج السياسي، ويضعف مصداقية الوزراء في نظر الجمهور، خاصة حينما يتخلى المسؤول عن مبادئه بمجرد مغادرته منصبه.

5. فشل في تقديم حلول عملية للمشاكل الأساسية

لا يمكن الحديث عن فشل الوزيرة دون التركيز على مشكلة فشلها في تقديم حلول عملية وواقعية للمشاكل التي يعاني منها قطاع الطفولة والأسرة. كان من المنتظر أن تشهد الوزارة تطورًا في برامجها الرعائية والاجتماعية للأطفال اليتامى والأسر ذات الاحتياجات الخاصة، لكن بدلاً من ذلك، مرّت فترتها دون أن تحقق أي إنجازات ملموسة.

وتُعد فترة تولي الوزيرة الناهة منت هارون الشيخ سيديا لمنصب وزارة الطفولة والأسرة مثالًا على غياب الكفاءة في إدارة الملفات الاجتماعية الحيوية. على الرغم من الدعم السياسي الذي نالته، إلا أن النتيجة النهائية لم تكن توازي التوقعات. فالتغيير المستمر في المواقف، والافتقار إلى الرؤية الاستراتيجية، والتعامل الفاتر مع قضايا الطفولة والأسرة، يُظهر خللاً كبيرًا في القيادة والقدرة على إدارة الوزارات بشكل فعّال. وفي ظل هذه المعطيات، تبقى تجربة الوزيرة في هذا المنصب في دائرة الانتقاد والتساؤلات حول فشلها في أداء مهامها بالشكل الذي يتناسب مع حجم المسؤولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً