فشل المكتب الإعلامي للرئاسة… من يصنع غياب الرئيس؟
منذ وصوله إلى سدة الحكم، أطلق الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مشاريع إصلاحية وتنموية طموحة، أعادت لمؤسسات الدولة بعضاً من توازنها، وخلقت أفقاً سياسياً أكثر هدوءاً واستقراراً. غير أن هذه الإنجازات لم تُرافقها تغطية إعلامية فاعلة تبرزها وتُرسّخها في أذهان المواطنين، والسبب الرئيسي في ذلك هو فشل المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في أداء مهامه الجوهرية.
هذا الجهاز، المعني أولاً وأخيراً بإدارة صورة الرئيس وبناء خطابه الاتصالي، يُظهر منذ سنوات عجزاً مزمناً عن مواكبة الواقع السياسي والتنموي، وعجزاً أكبر عن تطوير أدواته الإعلامية، في وقت تشهد فيه الساحة الموريتانية تفاعلات معقدة تتطلب خطاباً رشيقاً، واضحاً، ومقنعاً.
الحدث الأخير المتمثل في إشراف الرئيس غزواني، إلى جانب نظيره السنغالي، على تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال، يشكل نموذجاً صارخاً لهذا الفشل. فقد مرّ هذا الإنجاز التاريخي مروراً باهتاً، دون تغطية وطنية محترفة أو سردية إعلامية تُقنع الداخل وتُلفت الخارج، رغم رمزيته الاقتصادية والجيوسياسية البالغة.
ورغم الإمكانيات الكبيرة التي تُرصد سنوياً للمكتب الإعلامي، إلا أن الحصيلة تبقى ضعيفة، سطحية، ولا تواكب حتى أبسط قواعد الاتصال السياسي الحديث، ناهيك عن تسويق المنجزات الاستراتيجية. والنتيجة أن صورة الرئيس، على الرغم مما تحقق فعلياً على الأرض، تبدو غائبة أو باهتة، وهو ما يُعد إخفاقاً فادحاً في زمن لم يعد يسمح بالتراخي في إدارة الصورة.
إن المكتب الإعلامي للرئاسة مطالب بمراجعة شاملة لأدائه، أو بتحمل مسؤوليته كاملة أمام الرأي العام، لأن غياب صورة الرئيس عن وعي المواطن، لا تعني سوى شيء واحد: فشل من كُلّف بصناعتها.
المختار اعبيد المدير الناشر لموقع الخبر اليوم