أحمد ولد خطري: نموذج للإدارة التحويلية في موريتانيا
في زمن تتعالى فيه الأصوات المطالبة بإصلاح الإدارة العمومية في موريتانيا، يظهر أحمد ولد خطري كنموذج نادر للمسؤول القادر على الجمع بين الكفاءة الإدارية، والرؤية الاستراتيجية، والانخراط العملي في ميادين التحدي. إنه ليس مجرد موظف عمومي، بل عقل إداري مبادر، يشتغل بمنطق الإنجاز لا بمنطق الانتظار.
أثبت ولد خطري، خلال مسيرته المهنية، قدرة استثنائية على إحداث التحول في المؤسسات التي تولى تسييرها. وتجلى ذلك بوضوح حين عُيّن مديراً عاماً لميناء تانيت، حيث واجه مؤسسة تكاد تكون مشلولة وظيفياً، فحوّلها في ظرف وجيز إلى مرفق حيوي نشط، يدعم الاقتصاد الوطني ويعيد الاعتبار لمكانة الصيد البحري كمصدر تنموي واعد.
لم يكن النجاح في تانيت وليد الصدفة، بل ثمرة لرؤية عميقة وخطة مدروسة، وأسلوب إداري يقوم على إشراك الكفاءات، وتحفيز الطاقات، وتجاوز الحلول التقليدية. إن منهجية أحمد ولد خطري في الإدارة تعتمد على ما يمكن تسميته بـ”التحول الهادئ”؛ حيث يتقدم الإصلاح بخطى ثابتة، ويقاس بالأثر لا بالشعارات.
لقد أثبتت التجربة أن الإدارة الموريتانية لا تعاني من نقص في الموارد أو الهياكل فحسب، بل – وربما أساساً – من ندرة القادة الذين يحولون التحديات إلى فرص. وفي هذا السياق، يبرز أحمد ولد خطري كمثال حي على ما يمكن أن يصنعه الإخلاص والاحتراف والقدرة على المبادرة، حين تتوفر الإرادة السياسية للإصلاح الحقيقي.
إن الاستثمار في مثل هذه الكفاءات ليس خياراً ترفياً، بل ضرورة ملحة لبناء إدارة عمومية حديثة، تكون في مستوى رهانات التنمية، وطموحات المواطنين.
المختار اعبيد المدير الناشر لموقع الخبر اليوم