تعزية ومواساة
بسم الله الرحمن الرحيم،
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي”.
بقلوب يملؤها الحزن والأسى، ولكنها راضية بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة المرأة الفاضلة، التقية النقية، سليلة الشرف والفضل، الزهرة بنت سلما، تغمدها الله بواسع رحمته، وأسكنها فسيح جناته، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة.
نعزي أنفسنا ونعزي قبيلة شمس الدين في هذا المصاب الجلل، فقد رحلت عن دنيانا سيدةٌ عرفت بالصلاح والتقوى، وبأخلاقها العالية وسيرتها العطرة، وكانت مثالًا للمرأة المؤمنة الحافظة لدينها، المتشبثة بقيمها، الناشرة للخير أينما حلت. وتبقى ذكراها العطرة نبراسًا ينير الدروب، ومصدر إلهام للأجيال القادمة.
وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى ذويها الكرام، وإلى جميع محبيها وأقاربها في كل من العكلل، كولخ، فاس، الدار البيضة، انفني، معط مولان، تمبيعلي، بوبكر، الرباط، برينه، النباغية، بكمون، اركيز، وكافة بيت إبراهيم النياس، سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يعوضهم عنها خير العوض، ويربط على قلوبهم، ويجمعهم بها في مستقر رحمته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
نسأل الله أن يربط على قلوب ذويها ومحبيها، وأن يجعلها ممن قيل لهم “سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”، وأن يخلف عليهم خيرًا، ويملأ قلوبهم بالسكينة، فالمؤمن يبتلى بالمحن ليزداد صبرًا، ويرتفع مقامه عند الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه”.
فلنتذكر أن هذه الدنيا دار فناء، وأن البقاء والخلود لله وحده، فمن أحسن العمل فيها وجد جزاءه في دار الخلود حيث “جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَحُلًى وَرِيشًا”، نسأل الله أن يجعل الفقيدة من أهلها، وأن ينير قبرها، ويوسع مدخلها، ويتقبلها في عباده الصالحين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
الوجيه أحمدو عثمان