جمعية الشباب من أجل السلام… منارة التمكين النسائي وصوت السلام في موريتانيا
في مشهد العمل المدني بموريتانيا، تبرز جمعية الشباب من أجل السلام وحماية حقوق المرأة والطفل كإحدى المنظمات الوطنية الرائدة التي تتبنى رؤية شاملة لتعزيز السلم الأهلي، وتمكين النساء، والدفاع عن حقوق الطفل.
فمن العاصمة إلى أقصى الشرق، ومن الجنوب إلى الشمال، تعمل الجمعية وفق مقاربة ميدانية تهدف إلى تقريب العمل الحقوقي من المواطن، وترسيخ ثقافة السلام داخل المجتمعات المحلية.
وفي هذا الإطار، شكّل مشروع “تعزيز قدرات المنظمات النسائية وإنشاء حركة نسائية قوية من أجل السلام في منطقة الساحل” محطة بارزة ضمن أنشطة الجمعية، حيث نُفّذت المرحلة الحالية من المشروع في ولاية الحوض الشرقي خلال مايو 2025، كجزء من خطة استراتيجية أوسع تشمل ولايات ومناطق متعددة في البلاد.
الرابية بنت الشيخ ولد المحجوب: قيادة بروح المسؤولية ورؤية للتغيير
تتولى رئاسة الجمعية السيدة الرابية بنت الشيخ ولد المحجوب، وهي من القيادات النسائية الوطنية التي كرّست تجربتها لقضايا تمكين المرأة والشباب، وتحظى باحترام واسع في أوساط المجتمع المدني داخل وخارج موريتانيا.
وبفضل قيادتها الفعّالة، تحوّلت الجمعية إلى منصة ديناميكية للنقاش، التدريب، والعمل الجماعي، حيث تقود مبادرات نوعية تمس احتياجات الفئات الأكثر هشاشة، خصوصاً النساء في المناطق الريفية.
أثر ملموس في ولاية الحوض الشرقي
ضمن تنفيذ مشروع السلام النسائي، شهدت ولاية الحوض الشرقي تنظيم ورشات تدريبية، لقاءات تحسيسية، وإطلاق شبكة نسائية للسلم، في فترة ما بين 19 إلى 23 مايو 2025. وقد استهدفت هذه الأنشطة منظمات نسائية وقادة محليين في مدينة النعمة ومحيطها، بمشاركة أكثر من 40 منظمة مجتمع مدني، وتحت إشراف ومتابعة من الجهات الإدارية المختصة.
لم تكن هذه الأنشطة مجرد مناسبات رمزية، بل خطوات مدروسة نحو ترسيخ حضور المرأة كفاعل محوري في جهود الوقاية من النزاعات، وبناء مجتمعات متصالحة وآمنة.
شراكات استراتيجية وثقة دولية
تنفّذ الجمعية هذا المشروع بالتعاون مع الجمعية الموريتانية لصحة الأم والطفل، وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمملكة الهولندية، وتحت وصاية وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة، ما يعكس ثقة واسعة من الشركاء الدوليين في قدرة الجمعية على تحويل المبادئ إلى نتائج ملموسة ميدانياً.
شهادات التقدير والإشادة من الجهات الرسمية
في ختام الأنشطة، منحت عدة شخصيات إدارية ومؤسسات جهوية إفادات رسمية وشهادات إشادة لجمعية الشباب من أجل السلام وحماية حقوق المرأة والطفل، تقديرًا لجهودها في إنجاح المشروع بولاية الحوض الشرقي، ولتأثيرها الإيجابي في تمكين المرأة محليًا.
ومن بين الجهات التي أصدرت إفادات تقديرية:
سعادة عمدة بلدية النعمة
السيد حاكم مقاطعة النعمة
المدير الجهوي لوزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة
المدير الجهوي لوزارة تمكين الشباب
ممثل مفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقة مع المجتمع المدني
المدير الجهوي لمندوبية التعليم
رئيسة المنتدى الجهوي لمنظمات المجتمع المدني
وقد عبّرت هذه الجهات عن استعدادها لمواصلة التعاون مع الجمعية، نظراً لمهنيتها ولأثرها المباشر في دعم التنمية المحلية وبناء السلام المستدام.
جمعية وطنية برؤية شاملة
رغم أن أنشطة هذا المشروع تم تنفيذها في ولاية الحوض الشرقي، فإن الجمعية تواصل تنفيذ برامجها في عدة ولايات من الوطن، انسجامًا مع رسالتها كمنظمة وطنية تضع قضايا السلم وتمكين المرأة في مقدمة أولوياتها.
وفي قلب هذا الإنجاز، تبقى السيدة الرابية بنت الشيخ ولد المحجوب، بعزيمتها وفكرها القيادي، رمزًا حقيقيًا للمرأة الموريتانية الفاعلة والمؤثرة، التي تؤمن أن السلام لا يُبنى إلا بمشاركة الجميع، وخاصة النساء.
المختار اعبيد المدير الناشر لموقع الخبر اليوم