3 أمور يجب فرضها على إسرائيل.. هكذا تحافظ أمريكا على مصالحها في الشرق الأوسط
لا بد أن شريكَي نتنياهو في الحكومة، الوزيرين سموتريتش وبن غفير، سيحفزان سياقات تجعل كل تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين متعذرة – وكدليل أولي على ذلك، ما رأيناه في حجيج الوزير حديث العهد للأمن القومي إلى الحرم. هما سيعملان على تحطيم السلطة الفلسطينية، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وضم كامل للضفة إلى إسرائيل، ومنع أي إمكانية للانفصال عن الفلسطينيين، وتغيير الوضع الراهن القائم في الحرم منذ 1967. كل هذه، بمساعدة حماس والجهاد الإسلامي، ستشعل نزاعاً عرقياً، دينيا عنيفاً، في البلاد والمناطق، وستشعل العالم الإسلامي بنار كراهية لإسرائيل وستعمق انعدام الاستقرار الإقليمي.
حتى لو لم يكن الشرق الأوسط على رأس أولويات الولايات المتحدة، فإنها غير معنية بالتطرف الإقليمي وبضعضعة الاستقرار في الدول الحليفة، كالأردن مثلاً. كما أن نزاعاً عنيفاً على طول إسرائيل وعرضها، وليس في “المناطق” فحسب، يتعارض مع ما ترغب فيه الولايات المتحدة. فالشراكة القيمية بين إسرائيل والولايات المتحدة والتي يمجدها الجميع، سيتحداها الواقع الذي ستخلقه الحكومة الجديدة أغلب الظن.
تقدم الولايات المتحدة بشكل دائم مساعدة عسكرية لإسرائيل بمعدل سنوي مقداره 3.8 مليار دولار. وتضاف إلى هذه رزم مساعدة خاصة بمئات ملايين الدولارات، ولا سيما في مجال الدفاع ضد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. كما تتمتع إسرائيل في الأمم المتحدة بإسناد أمريكي تلقائي في كل التصويتات. موقف الأمريكيين القاطع ضد إيران نووية، يمنح إسرائيل إسناداً استراتيجياً من الدرجة الأولى في الموضوع الأهم لأمنها.
كل هذه المساعدة السخية تعطي الولايات المتحدة حقاً أخلاقياً لتطالب إسرائيل بألا تتخذ خطوات تتعارض نتائجها جوهرياً مع المصلحة الأمريكية. أما حجة “احترام الحكومة التي انتخبت هنا بشكل ديمقراطي” فلا تنطبق هنا، إذ إن الحديث لا يدور عن قرار لفرض الضريبة على حيوانات أليفة أو عن قرار عدم فرض ضريبة على مشروبات كثيرة السكر. فالخطوات موضع الحديث، ولا سيما في مناطق الضفة الغربية التي باتت الآن تحت صلاحية سموتريتش، أو الحرم الذي يؤتمن بن غفير على ما يجري فيه، هي ذات تأثير متفجر في الدائرة الشرق أوسطية، حيث للولايات المتحدة مصالح واضحة متعلقة بالاستقرار والسلام. يفترض بالإدارة أن تدافع عن هذه المصالح حتى لو ظنت الأغلبية في الكنيست خلاف ذلك. لكن خطوات الوزيرين المتطرفين لا تتمتع لدى الجمهور الإسرائيلي بإجماع وطني واسع. إسرائيل منقسمة إلى قسمين، واحترام الديمقراطية الإسرائيلية معناه أيضاً احترام إرادة النصف الذي هو خارج الحكم.
وعليه، فإن على واشنطن أن تطلب من حكومة نتنياهو الجديدة ثلاثة أمور أساسية: أولاً، وقف الضم الزاحف، وهذا لا يعني فقط الامتناع عن خطوات إدارية معناها ضم الضفة الغربية لإسرائيل، بل أيضاً الامتناع عن توسع المستوطنات وتبييض نحو 200 مزرعة وبؤرة غير قانونية. ثانياً، على إسرائيل أن تسمح بوجود وعمل السلطة الفلسطينية، وذلك لا ينحصر في الأمن، إذ ثمة تعاون هو بركة للطرفين، وعلى إسرائيل احترام التزاماتها المالية للسلطة وألا تستخدم وقف أموال الضرائب التي تجبيها كي تخنق عمل السلطة وتشوشه. وثالثاً، يجب على إسرائيل أن تحافظ على الوضع الراهن في الحرم، وألا تخرقه باستفزازات متطرفين وذوي مصالح سياسية. الوضع الراهن منصوص عليه في الاتفاقات بين إسرائيل والأردن والولايات المتحدة، ولا يوجد موضوع أكثر تفجراً منه في العالم الإسلامي.
مطالب كهذه، إذا ما جاءت من واشنطن، ستكون الفعل الأكثر تأييداً لإسرائيل في هذه الساعة.
بقلم: أفرايم سنيه
يديعوت أحرونوت 5/1/2023