الحديث عن قرية معط مولانا حديث ترتاح له النفس/ حنفي دهاه
الحديث عن قرية “معطى مولان” حديث ترتاح له النفس، كأحاديث “زيد” للبهاء زهير..
عرفت معط مولان و أنا طفل صغير.. كانت ممري إلى قرية النباغية التي كنت أدرس في محظرتها، و قد تعودت أن أبتر عندها حبل السفر فأجلس فيها أياماً، تطيب لي فيها مسامرة جدتي العارفة بالله، الغارفة من بحور محبته مريم بنت الطلبة.. و فيها كنت جليس قعقاع ابن عمرو بمجالستي للعالم المحدث الشيخ الحاج ولد المشري، الذي كنت أراقبه يربي مريديه بحاله، و يدلهم على الله بمقاله..
خالطت في معط مولان تلاميذ شتى، من نوازع الشعوب و أفناء القبائل، ألف الله بينهم، فصاروا أشقاء لا أبناء علات.. و فيها عايشت أوروبيين و أمريكيين هداهم الله لدينه، بواسطة سيدي الحاج المشري.. و فيها رأيت العالم العامل التاه ولد المّا مرتفقاً على سرير سيدي الحاج، و قد تقنع سوى عينين كلاحظتي صقر، يقلب في صفحات “الحطاب”، و فيها أنشدني اللغوي الكبير التقي ولد بلّا غرر قصائد محمدُّ النانه ولد المعلى.. و فيها رأيت الشاعر الفقيه اليدالي ولد الدين و صنوه الدكتور الشيخ ولد المشري ينشدان القصائد العصماء في ذكرى “سابع ولادة سيد الوجود” .. و فيها ثنيت ركبتي أمام الأديب و المؤرخ محمد ولد باگا ليشرح لي معني “تخمرتْ الكتاب”، و فيها أيضا باغتني سيدي الحاج و أنا منفرد بالداه ولد انگذي يشنف سمعي برائعته “ماگط انشاف اطفل كيف الرسول” .. و حين طلبت من الداه أن يغني لي “روگاله” قال لي رحمه الله: انت ابن صديقي، حاتم عصره محمد فال، و لا أريد أن أرد لك طلباً، و لكنني في معط لا أزيد على “المديح”.،.
في معط مولان أيضا عرفت “المطيور” عبد الرحمن ولد أحمد سالم الذي ركبه شيطان الفن و الإبداع، منذ أن استهل صارخاً.. و قد أعملت فكري فلم أجد تفسيراً لمواهبه المتعددة التي لم يحرزها بعلم و لا عمل غير أنها من “معط مولان”.. 🤣 😂
و أعذروني أن أعرضت عن التطرق لعلاقتي بسيدي الحاج المشري، حتى لا يقال لي “مادح نفسه يقرؤك السلام”، فهو الوالد و الشيخ و المثل الأعلى، و لن يفي حديثي مهما أسهبت بحق هذه العلاقة.. و في القلوب معان تضيع لو ترجمت بالعبارات، و هذه منها..
كما سأعرض أيضا عن الحديث عن الجانب الروحي. الذي فاض شعاعه على يد القطب الرباني محمد المشري، فهو مما لايكتب في الأوراق، و لاينظر بالأحداق، و لست جذيله المحكك و لاعذيقه المرجب.. ولعل سكوتي عنه أسلم لي، و لرواد الفايس بوك المولعين بإنكار ما يجهلون..
كما لن أتحدث عن الجانب العمراني الذي بزّت فيه معط مولان ترائبها، فكانت سباقة للآبار الأرتوازية و لزراعة النخيل و الخضروات و للإنارة الكهربائية و لإشادة المعاهد الفنية و المهنية، و لافتتاح مقهى الانترنت عبر الأقمار الصناعية.. لأنها قرية أُسست على تربية و ترقية الروح من أول يوم.. فلايحبون ربطهم بالماديات، فالمادة لديهم وسيلة للمعنى، و الدنيا مطية الآخرة..
كما أتمنى لو أن الله نسأ للفنان العملاق الداه ولد انگذي في عمره أكثر، لينشدنا “راجل ول عبد المطلب” في المهرجان الدولي للمديح الذي سيتم تنظيمه في معط مولان ما بين 15- 17 من أكتوبر الجاري..
حرس “مولانَ” معط مولان.. وزادها في “معطاه”.. و أمد في عمر سيدي الحاج…