الخلافة القادرية بعد الجولة الإفريقية: تعزيز الروابط الروحية وتجديد الحضور المجتمعي
عاد الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب إفريقيا، الشيخ سيد الخير بن الشيخ بونن بن الشيخ الطالب بوي، المعروف بـ”صاحب العمامة”، إلى العاصمة نواكشوط، بعد جولة دعوية وروحية شملت عددًا من الدول الإفريقية، من بينها السنغال وساحل العاج. وقد هدفت هذه الجولة إلى تعزيز روابط الأخوة الروحية مع المريدين، وتقوية صلات الطريقة القادرية بفروعها ومجتمعاتها في تلك الدول، ونشر رسالة المحبة والسلام والتسامح التي تحملها الطريقة منذ قرون.
فور عودته، استأنف الخليفة لقاءاته المحلية باستقبال عدد من الوفود والشخصيات الدينية والاجتماعية، حيث عبّر الجميع عن ترحيبهم بعودته الميمونة واستعدادهم لمواصلة خدمة الطريقة وأهدافها السامية. من أبرز هذه اللقاءات، استقبال وفد من جماعة “لعلب الكحل”، برئاسة السيد أحمد سالم ولد سيدي محمد ولد مايغب. وقد عبّر الخليفة عن امتنانه لهذه المبادرة التي تعكس عمق العلاقة التاريخية والروحية التي تربط الجماعة بالحضرة القادرية في النمجاط. وأشاد في كلمته بالمواقف النبيلة للجماعة، مثمنًا دورها في نصرة الحق والدفاع عن القيم الإسلامية. وقد تخللت اللقاء مداخلات من الجانبين أجمعت على ضرورة استمرار هذا التواصل الأخوي وتعزيزه عبر الزيارات والأنشطة المشتركة.
وفي لفتة تعبّر عن تلاحم القوى المدنية والدينية في البلاد، استقبل الخليفة قادة شبكة المنظمات الحقوقية الموريتانية، والتي تضم ثلاثًا وعشرين منظمة. وقد أثنى أعضاء الوفد على الدور الذي يضطلع به الشيخ سيد الخير في تعزيز الاستقرار الاجتماعي ونشر القيم الروحية والدينية. وأكد الخليفة خلال اللقاء على أهمية الشراكة والتكامل بين كافة مكونات المجتمع، داعيًا إلى العمل الجماعي لما فيه خير البلاد والعباد، وتحصين الوطن بقيم التآخي والوحدة والتراحم.
كما استقبل الخليفة وفدًا رفيع المستوى من قرية “الخوارة”، ضم العلامة الخديم ولد محمد آسكر، والوجيه اگاهي ولد لمسيد، وعددًا من الأطر والوجهاء. وقد عبّر الخليفة عن سعادته بهذه الزيارة الأخوية التي تؤكد متانة العلاقة الروحية والاجتماعية بينه وبين أهل الخوارة، واختُتم اللقاء بالدعاء المتبادل في أجواء من التقدير والمحبة.
وقد شكّلت هذه اللقاءات امتدادًا طبيعيًا للجولة الإفريقية التي قام بها الخليفة، وعكست بوضوح مدى اتساع تأثير الطريقة القادرية إقليميًا ووطنيًا، وحيوية الدور الذي تلعبه في تعزيز الوئام والسلم الاجتماعي. وفي ختام هذه اللقاءات، رفع الخليفة أكفّ الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يديم نعمة الأمن والإيمان على البلاد، ويوفق الجميع لما فيه صلاح الدين والدنيا.
مؤسسة الخبر اليوم الإعلامية