بيع معدات النظافة .. تجارة ازدهرت في فترة كوفيد 19

منذ اللحظات الأولى لظهور فيروس «كوفيد- 19» سجل الطلب العالمي على المستلزمات الطبية بكافة أصنافها تزايدا كبيرا لمواجهة انتشار الوباء، وقد ساهم هذا الطلب الكبير والتهافت على تلبية احتياجات المواطنين وظهور وظائف جديدة متعلقة بهذه المستلزمات، وفي مقدمتها الأقنعة الواقية للوجة (الكمامة) والمعقمات الطبية للمستشفيات والأفراد على حد سواء بغرض الحد من إنتشار الفيروس، وتماشيا مع الإجراءات الوقائية الاي فرضتها الدولة.

في الوقت الذي شهد العالم إقبالا كبيرا على المعقمات والأقنعة انتشر الباعة المتجولون المختصون ببيع هذه المنتجات في عموم شوارع وأسواق نواكشوط وباقي مدن موريتانيا.

محمد متجول يبيع معقمات يقول إنه استطاع خلال الفترة توفير الكمامات والمعقمات بكل أشكالها واختلاف جودتها حسب الأسعار، فبالرغم أننا لسنا مختصين في هذه الأمور وليست لنا خلفية طبية أو صيدلانية إلا أن الحاجة دفعتنا إلى التجول بهذه المواد وبيعها للناس في وقت كثر الطلب عليها وبشكل ملح”.

ويضيف محمد نحصل على حاجتنا من المنتوجات يوميا في حدود 100 عبوة من خلال الصيدليات ومحلات بيع المعقمات الكبيرة، لتغطية الطلب المتزايد من جانب جمهور المنظفات والمطهرات والمعقمات والسلع الوقائية.
لا شك هناك العديد من الخيارات أمام المستهلكين، حيث تم طرح أحجام مختلفة من تلك المستلزمات تتماشي مع طلباتهم فهنالك علب صغيرة ومعقمات متوسطة وأخرى بالحجم الكبير للاستخدام المنزلي، الكمامات بدورها توفرت بأشكال وأنماط مختلفة حسب الطلب وذائقة الزبون، حتى أن هذه الكمامات أحيانا تحولت إلى موضة وجزء من الأزياء اليومية حد اللحظة للبعض”

وعن وجود العراقيل يقول محمد “في هذه العمل المؤقت والمربوط بظرف الجائحة لم نتعرض للتضييق على مصدر رزقنا من طرف الحكومة كما كانت تفعل معنا في أعمال السابقة بحجة الضرائب أو بحجج أخرى تضر بعملنا أكثر مما تنظمه”.
بل أتوقع أنها نظرت إلينا كشركاء في حمل المسؤولية بضرورة احترام كافة الإجراءات الوقائية في المجال العام وفي المنزل، من قبل كافة أفراد المجتمع”.
أحمد (بائع معقمات) يقول: كتجار وكباعة للمعقمات احتجنا كثيرا إلى دعم الحملات التوعوية حول كوفيد كي يشهد مجالنا إقبالا من المواطنين الساعيين إلى حماية أنفسهم والحد من انتشار الفيروس، لقد كانت المعركة مع كوفيد مع كونها معركة صحة إلا أنها أيضا كانت معركة ضد الخوف والهلع المنتشر بين أوساط المواطنين والذي وصل حد الخوف من وسائل الحماية ونسج الأساطير حولها.
لكن إشكالات عديدة سجلت وشكاوي ارتفعت بشأن طريقة هذه المعقمات وضعف الرقابة عليها والفوضوية التي تطبع توزيعها وبيعها.

تسلم سيدة موريتانية تقول: .
في ظل فرض ارتداء الكمامات في الأماكن العامة وتعقيم اليدين والمواظبة على التباعد الجسدي للحد من انتشار الفيروس، وفي الوقت الذي كان الخوف ينتشر بيننا عند الذهاب إلى السوق كانت المعقمات منتشرة وبأسعار منخفضة، وقد أخذت بعضها بغرض الاستخدامات المنزلية، لكن بعد استخدامها بأيام ظهرت تقرحات على يدي أحد أطفالي، حينها توقفت عنه استخدام المعقمات وأصبحت أستخدم بدلا منها الصابون، حينها بدأ بالتحسن وزالت حساسية يديه”.

وتضيف تسلم ” ذهبت لطبيب مختص في الأمراض الجلدية، والذي أخبرني ان هذا من الافراط في استعمال المعقمات”
انتشار المعقملت بأنواع مختلفة دون رقابة، وفق البعض في مجتمع يفضل البضاعة منخفضة السعر دون النظر في الأثار الجانبية التي قد تسببها فقد طرح الامر إشكالات الصحية بالنظر إلى حجم الإقبال الهستيري على مواد التنظيف والمعقمات.

عن الآثار الجانبية لاستخدام المعقمات يقول الدكتور الشيخ باب وهو طبيب عام ” من المؤكد أن بعض أنواع البشرة لديها حساسية من المواد المعقمة تختلف من الشخص لآخر، إضافة إلى أن المعقمات ليست صنفا واحدا، فهناك المعقمات الكحولية والتي كانت تستخدم في المستشفيات وتوجد أيضا خارجها، ويمكن اقتناءها من الصيدلية بدون وصفة طبية وهناك معقمات ليست طبية “ك جافيل” المستخدم لتعقيم الآلات والأفرشة وقد يسبب حساسية عندما يستخدم على الجسم”.

ويضيف الدكتور الشيخ باب “لا يمكنني إلا أن أقول إن الاستخدام المفرط لكل المعقمات يسبب أثار جانبية لأنه يضعف مناعة الجسم ويعرضه للمخاطر، فالإفراط في أي شيء بطبيعة الحال مضر بالصحة”

ويضيف الدكتور الشيخ باب: “هنالك شائعات كثيرة انتشرت في أوساط الناس عن المعقمات ربما يكون لها الدور الكثير في تعرض الناس لبعض الوساوس حول المعقمات والكمامات، فقد سادت شائعات حول كون هذه المواد هي سبب انتشار الفيروس، وهي بطبيعة الحال شائعات عارية من الصحة ولا تمت للرأي الطبي في القضية بصلة البتة”

مريم إبراهيم

تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً