سيد أحمد ولد صالح: من منبر النضال الحقوقي إلى منصة العمل البلدي
في مسيرة نادرة تجمع بين العمل الحقوقي النضالي والسياسي المحلي، يبرز اسم سيد أحمد ولد صالح كشخصية استطاعت بناء جسر متين بين هذين المجالين، جامعًا بين قوة المبادئ وواقعية الأداء.
الحقوقي الصلب في صفوف “إيرا”
عرفه الشارع الحقوقي الموريتاني كأحد القيادات البارزة في حركة “إيرا”، إحدى أبرز الحركات المدافعة عن حقوق الإنسان وكرامة الفئات المهمشة. لم يكن سيد أحمد مجرد ناشط عادي، بل كان صوتًا جريئًا وموقفًا حازمًا، وشخصية ميدانية لا تتردد في الوقوف في وجه الظلم مهما كان مصدره.
هذا المسار أكسبه ثقة واسعة بين مختلف شرائح المجتمع، خاصة في المناطق التي عانت من الإقصاء والتهميش، حيث شكّل لهم أملًا في التغيير وتحقيق العدالة.
تحول سياسي استراتيجي نحو حزب الإنصاف
في خطوة حكيمة، قرر سيد أحمد ولد صالح الانخراط في العمل السياسي المؤسسي من خلال حزب الإنصاف الحاكم، مع الحفاظ على مبادئه الحقوقية. لم يكن هذا التحول تخليًا عن قناعاته، بل تجسيدًا لرؤية تؤمن بأن النضال يمكن أن يتخذ مسارات متعددة، من بينها التأثير الفعلي من داخل المؤسسات.
خلال الحملة الانتخابية للمترشح عن حزب الإنصاف، برز دور سيد أحمد كمدير عام للحملة، حيث أدارها بكفاءة عالية وحضور قوي في المقاطعة، ما أكسبه احترام الجميع وأظهر قدراته التنظيمية والسياسية.
تكليف بمسؤولية مستشار بلدي ورجل ثاني في البلدية
وبفضل حنكته ومهاراته الميدانية، تم تكليف سيد أحمد ولد صالح بمنصب مستشار بلدي في بلدية شمامة، ليشغل بذلك الموقع الثاني في البلدية، معززًا دوره كحلقة وصل بين المجلس والساكنة.
ويشهد له الجميع بأنه لا يزال متمسكًا بمبادئه الأولى، مدافعًا عن الفئات الضعيفة والمهمشة من داخل هياكل البلدية، حيث تتخذ القرارات وتوزع الأولويات، ما يعكس التزامه الدائم بخدمة مجتمعه.
نموذج قيادي ملهم لجيل جديد
تجربة سيد أحمد ولد صالح تمثل نموذجًا ملهمًا للشباب الموريتاني، إذ تؤكد أن النضال لا يقف عند حدود الحركات الميدانية، بل يمكن توسيعه ليشمل العمل داخل المؤسسات، مع ضرورة التسلح بالكفاءة والنزاهة والإرادة الصلبة.
المختار اعبيد المدير الناشر لموقع الخبر اليوم