رجل من شمس الدين.. حيث تُثمر المروءة عطاءً
في زمن عزّ فيه الإنفاق في سبيل الخير، وشحّت فيه الأيادي البيضاء، يسطع نجمٌ من كرام الرجال، رجلٌ أبى إلا أن يكون سندًا وعونًا، فكان في الصفوف الأولى حيث يناديه الواجب، رجل الأعمال أحمد ولد سالم، الذي لم يتوانَ عن مد يد العون والمساهمة الفعالة في تحقيق الحلم الذي طالما راود نساء مقاطعة اركيز، حلمٌ طرق أبواب السياسيين والمنتخبين، لكن لم يجد آذانًا صاغية، حتى جاءت همة الرجال وصدق الإرادة، فكان التدخل السريع والمباشر لإنجاز مرصة النساء في اركيز، بتمويل سخي تجاوز ثمانية ملايين أوقية قديمة، قدمها بسخاء رجل البر والإحسان، فأثبت أن العطاء لا يُقاس بالكلام، بل بالفعل والتضحية.
ولا عجب في ذلك، فمن أين للكرم أن يخرج إن لم يكن من معدن أصيل؟!
قبيلة شمس الدين، القبيلة التي عُرفت بالمروءة والنجدة، القبيلة التي كانت ولا تزال مدرسةً في الكرم والجود، لم يكن مستغربًا أن يكون من صلبها رجلٌ جعل الخير شريعته، والبذل نهجه، فكان نعم الخلف لخير سلف.
لقد جسّد أحمد ولد سالم بأفعاله قبل أقواله، أن خدمة المجتمع مسؤولية لا يتحملها إلا الرجال الأفذاذ، فكان نموذجًا يُحتذى في التضحية، وصورةً ناصعةً من صور الإحسان. كيف لا وهو الذي لم يُلقِ بالاً لحسابات السياسة الضيقة، ولم ينتظر مردودًا أو مكافأة، بل جعل غايته وجه الله وخدمة وطنه وأهله.
قبيلة المجد والعطاء
وحين نذكر هذا العمل النبيل، فلا بد أن نعرّج على الأصل الذي أنبت هذه القيم العظيمة، قبيلة شمس الدين، التي لا تحتاج إلى شهادة في الكرم والشهامة، فقد زكّتها أعمالها، وسجلها التاريخ بأحرف من ذهب. قبيلةٌ إذا أعطت، أعطت بسخاء، وإذا وقفت، وقفت بقوة، وإذا نادت النخوة، كانت في الطليعة.
هذه القبيلة التي لم تتغير رغم تبدل الأزمان، بقيت وفيةً لمبادئها، متمسكةً بأخلاقها، ناشرةً للخير أينما حلت. أبناءها كانوا دائمًا أهل الفضل، لا يخذلون المستغيث، ولا يتأخرون عن مد يد العون، ولا يستبدلون المروءة بالمصلحة، بل يثبتون في كل موقف أن الشهامة والكرامة إرثٌ يتوارثونه جيلًا بعد جيل.
رجل الأعمال أحمد ولد سالم: مثال مشرف لقيم القبيلة
ولأن الأصل الكريم لا ينبت إلا كرما، فإن أحمد ولد سالم ليس إلا امتدادًا لمجد قبيلته، رجلٌ لم يعرف إلا طريق العطاء، ولم يتردد يومًا في الوقوف مع المحتاج، فكان نموذجًا مشرفًا لأبناء شمس الدين، وسفيرًا لقيمها العريقة.
فلكَ يا رجل الفضل تحيةٌ تليقُ بمقامك، ولكَ من نساء اركيز دعواتٌ صادقاتٌ في ظهر الغيب، ولكَ من التاريخ صفحةٌ مشرقةٌ لن تُطوى أبدًا.
وما زال في الأمة رجالٌ يُحيون قيم النبل والكرم، وما زال الخير في صدور من نذروا أنفسهم للعطاء.
تحياتي وتقديري،
يحي عبدالمؤمن