وجه سياسي جديد يتقدم بثقة: هل يكون محمدو دهاه مفاجأة المشهد الموريتاني

في مشهد سياسي يتسم بتحديات التغيير والتجديد في موريتانيا، يبرز محمدو محمد المختار دهاه كواحد من الوجوه الشابة الطامحة إلى إحداث تحول حقيقي في الحياة السياسية للبلاد. بصفته رئيس حزب “موريتانيا الجديدة” قيد التأسيس، يمثل محمدو نموذجًا جديدًا للقيادة السياسية، يجمع بين الكاريزما والطموح والقدرة على التواصل مع فئة الشباب المتعطشة للتغيير.

الجذور الاجتماعية والدعم الشعبي
ينحدر محمدو محمد المختار دهاه من أسرة معروفة بالعلم والفضل والكرم، وهو ما منحه عمقًا اجتماعيًا وشرعية أخلاقية تعزز خطابه السياسي. وقد ساعدته هذه الخلفية في كسب ثقة قطاعات واسعة من المجتمع.

من أبرز مؤشرات نجاح مشروع “موريتانيا الجديدة” تبنيه لقضايا مختلف مكونات الشعب، حيث يحظى بدعم واضح من النقابيين، وعمال الميناء (الحمالة)، وطلاب الجامعات والمعاهد، فضلًا عن عدد من الأئمة والمفكرين، الذين رأوا في المشروع نَفَسًا وطنيًا جادًا يتجاوز الانقسامات التقليدية.

الحزب الجديد… ورؤية التجديد
يقود دهاه حاليًا جهود تأسيس حزب “موريتانيا الجديدة”، وهو مشروع سياسي يهدف إلى إعادة بناء العلاقة بين المواطن والدولة على أسس من الشفافية والكفاءة والعدالة الاجتماعية.

يركّز الحزب على إشراك الشباب في الحياة العامة، ويقدم خطابًا وطنيًا جامعًا يبتعد عن الخطابات الجهوية والقبلية التي طبعت المشهد السياسي طويلًا. وعلى الأرض، يشرف محمدو على افتتاح عدد من المكاتب الحزبية، في إطار خطة تنظيمية لتوسيع الحضور الميداني. وكان من أبرز هذه الخطوات افتتاح مكتب مقاطعة عرفات في نواكشوط الجنوبية.

التحديات في ظل قوانين مشددة
يأتي هذا الحراك السياسي في وقت أقرّت فيه الحكومة الموريتانية تعديلات مشددة على قانون الأحزاب، رفعت عدد أعضاء الجمعية التأسيسية المطلوبة إلى 150، وفرضت الحصول على تزكية 5000 مواطن من ولايات متعددة.

ورغم صعوبة هذه الشروط، لم تتراجع عزيمة محمدو دهاه، الذي اعتبر أن هذه القوانين “اختبار لجدية المشاريع السياسية، لا عائقًا أمامها”.

كاريزما وحضور إعلامي
ما يميّز محمدو دهاه عن غيره من السياسيين التقليديين هو حضوره الكاريزمي اللافت، وقدرته على إلقاء الخطب بأسلوب يجمع بين العاطفة والمنطق، مما ساعده على جذب شريحة كبيرة من الشباب.

في زمن تفتقر فيه السياسة الموريتانية إلى شخصيات ملهمة، يبرز دهاه كأحد القلائل الذين نجحوا في تحفيز الاهتمام العام، خاصة بين فئة الشباب الباحث عن التغيير.

التطلعات المستقبلية
يرى أنصاره فيه رمزًا لجيل جديد يسعى لكتابة صفحة مغايرة في تاريخ موريتانيا السياسي. أما هو، فيقدّم نفسه كـ”خادم لمشروع وطني جامع”، لا كطامح لمجرد المناصب.

ورغم حداثة التجربة، فإن المؤشرات الحالية تدل على أن محمدو محمد المختار دهاه قد يتحول إلى رقم صعب في السياسة الموريتانية، إذا ما تمكن من تجاوز تحديات التأسيس، وتحقيق قاعدة شعبية صلبة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً