في مدح الكريم ابن المكارم: أبيَّ ولد محمد مختار ولد دهاه العلوي
إذا كان للكرم عنوان، وللشرف ميثاق، وللمروءة مثال حي، فإن اسم أبيَّ ولد محمد مختار ولد دهاه العلوي يسطع في سماء المجد كالشمس في رابعة النهار، لا تخفى شمائله، ولا يُختلف على مناقبه.
هو ابن الصالحين، سليل النسب الطاهر، والمعدن الأصيل، الذي جمع بين السؤدد والمهابة، الحلم والحكمة، العطاء بلا منّ، والجود بلا حد. لم يكن مجرد رجل عابر في دنيا الرجال، بل هو مدرسة في مكارم الأخلاق، وقِبلة للمحتاجين، وسندٌ للضعفاء، وكهفٌ لمن جار عليه الزمن.
الشرف تجسد فيه، لا بالوراثة فقط، بل بصناعة المجد على يديه، حيث ترك بصمته في كل درب سلكه، وأبقى أثره في كل قلب عرفه. من جالسه عرف معنى الهيبة الممزوجة بالتواضع، ومن خاصمه شهد بسمو خصاله، ومن ناداه وجد أذناً صاغية وقلبًا واعيًا ونفسًا رضية.
لقد كان مضرب المثل في الوفاء، لا يخذل صديقًا، ولا يبيع العشرة، ولا يطأطئ رأسه أمام الباطل، ولا تأخذه في قول الحق لومة لائم. يعيش كريمًا، جوادًا، عالي الهمة، متزن الخطى، ثابت المبادئ، لم يلهث خلف الدنيا، لكنها تأتيه طائعة، تطلب وُدَّه وتخطب رضاه.
وما هذا العلوّ والرفعة إلا انعكاسٌ لما نشأ عليه في كنف قبيلته الكريمة، قبيلة العلويين الأشراف الأفاضل، أهل السؤدد والمجد، الذين سطر التاريخ عنهم صفحاتٍ من العزة والشرف، فهم أهل المكارم والفضل، لا تُذكر الشهامة إلا وتُذكر مواقفهم، ولا يُستشهد بالكرم إلا وسالت أخبارهم. فهم سادة القوم، وحملة لواء الشرف، ورجال الهيبة والعطاء، لم تعرف لهم الأيدي إلا الكرم، ولم تُعرف عنهم إلا الصفات العليّة التي تليق بأهل النسب الرفيع والمجد التليد.
فما ذكِر اسم أبيَّ ولد محمد مختار ولد دهاه العلوي إلا واقترن بالمروءة، ولا حضرت سيرته إلا واستحضرت معاني العظمة والرجولة في أبهى صورها. حفظه الله ووفقه وسدد خطاه، وجعله دائمًا من أهل الفضل والرفعة، وزاده عزًّا وكرامة، وبارك في قبيلته وأبناء قومه، ورفع شأنهم في الدارين.
تحياتي وتقديري،
يحي عبدالمؤمن