لماذا نستمتع بمشاهدة أفلام الرعب؟
رغم أن الخوف ليس شعورا إيجابيا فإن البعض يهوى الاستمتاع به في صور مختلفة مثل مراكز الترفيه التي تحوي تجربة بيوت الأشباح، أو الروايات المخيفة وأفلام الرعب.
لكن، ما الممتع في الارتجاف وتجربة مشاعر الخوف؟ ولماذا ننفق أموالا أو نبذل مجهودا لنشعر بالذعر أو الخوف مثلما يحدث معنا عند مشاهدة أفلام ستيفن كينغ؟
النظرية الأولى: الهرمونات هي السبب
يقول الخبراء إنه على الرغم من أن أفلام الرعب خيالية فإن مشاهدتها يمكن أن تؤدي إلى رد فعل حقيقي، وتقول كريستا جوردان المتخصصة في علم النفس الإكلينيكي إن العقل لا يميز بين الخيال والواقع بدقة، لذلك يحدث ما يشبه الخلل عند مشاهدة أفلام الرعب، حيث ينسى الدماغ في تلك اللحظة أن ما يراه ليس خطرا حقيقيا ويحفز نفسه للاستجابة الفسيولوجية المناسبة، وينتج الجسم هرمونات الأدرينالين والإندورفين والدوبامين، وهي المواد الكيميائية التي تحفز مشاعر النشوة داخل الجسم، وهو ما يجعل الإنسان مستمتعا رغم الخوف.
النظرية الثانية: مشاعر رعب لكن من مكان آمن
تشير الأبحاث إلى أننا بحاجة إلى الشعور بالأمان حتى يمكننا الاستمتاع بالرعب، ويفسر سيغموند فرويد ذلك بمفهوم “التنفيس”، حيث يصبح إطلاق المشاعر القوية علاجا لأنه يعزز ثقتنا في أننا آمنون جسديا بعيدا عما يحدث على الشاشة، وبالتالي يرسخ فكرة مفادها أننا يمكننا التحكم في المواقف مهما كانت المشاكل صعبة أو مخيفة أو مروعة، لكن عندما نتوهم أن ما يحدث على الشاشة يمكن أن يتحول إلى واقع لا تصبح التجربة ممتعة أبدا، لذلك يؤكد العقل دائما طوال مدة المشاهدة على حقيقة انفصالنا عن الأحداث، وأننا جالسون بمأمن على أريكة منزلنا أو على كرسي في صالة العرض السينمائي.
المخاوف البدائية للبشر
يقول علماء النفس إن أفلام الرعب تعمل على مخاوفنا البدائية وتستفيد منها، مثل خوفنا من أن نؤكل أو نصبح فريسة لحيوان ما، وهو ما يفسر شعبية أفلام الزومبي والأفلام التي تصور حيوانات ضخمة آكلة للبشر.
الفضول للتجربة
وفقا لما ذكره الدكتور غلين سباركس الرئيس المشارك في مدرسة براين لامب للاتصالات بجامعة بوردو، فإن الفضول البشري نحو التجارب الجديدة هو أحد محفزات متابعة أفلام الرعب.
وتعد المؤثرات السمعية والبصرية لأفلام الرعب أحد عوامل الإثارة، حيث تقول جوان كانتور الحاصلة على الدكتوراه ومديرة التوعية في مركز أبحاث الاتصالات في جامعة ويسكونسن ماديسون إن لتلك المؤثرات تأثيرا كبيرا في إثارة فضول المتفرج ودفعه لمتابعة المشاهدة.